الشيخ أحمد بن بلقاسم يونس
- حمدوش
- 15 déc. 2015
- 3 min de lecture
ولد الشيخ أحمد بن بلقاسم يونس في 18 / 02/ 1921 بمساكن و لمّا بلغ الرابعة من عمره توفي أبوه فكفله جده محمد يونس ثم عمه إبراهيم و كانت أمه خديجة غزال قائمة على تربيته هو و أخوه محمد و أختهما خديجة و كانت محبة في العلم و خاصة القرآن الكريم و كانت تمنّي النفس برؤية ابنيها من حفظة كلام الله العزيز. و في أحد الأيام جاء جدّه من الأم لحلق شعره عند الحلاق إبراهيم يونس كافل الأخوين و أثناء الحديث أعلمه الجد بأن مدرسة قرآنية فتحت أبوابها لطلب العلم و أشار عليه بأن يوجه الأخوين إليها و عندما عاد العم إبراهيم إلى البيت أعلم زوجة أخيه بلقاسم بالأمر فرحبت بالفكرة أيما ترحاب و في صباح اليوم الموالي ألبستهما أفخر الملابس و ودعتهما داعية لهما بالنجاح و الفلاح فذهبا صحبة عمهما إلى هذه المدرسة و أصبحا يتعلمان القرآن الكريم حفظاو ترتيلا تحت إشراف الشيخ محمد مناد مدير المدرسة و كان يحادث زوجته لما لاحظ من نبوغ في حفظ و ترتيل القرآن من هذين الأخوين حتّى أنها في احدى المرات تمنت لو تزوجا بنتيها و تحقق حلمها حيث تزوج محمد بابنتها فاطمة و كانت رقية لشيخنا أحمد التي أنجبت له ثمانية أطفال و هم على التوالي: الحبيب معلم تطبيق متقاعد و المنصف طبيب أخصائي في القلب و الشرايين و عبد الفتاح دكتور في علم التربية و ثلاث بنات كل واحدة تعيش سنة و تلتحق بالرفيق الأعلى ثم حياة فنية سامية في الصحة و اخيرا الدكتور محمد كمال طبيب الصحة العمومية و لما توفيت رقية تزوج بإحدى قريباته فأنجبت له ثلاث بنات نبيهة التي توفيت في حادث سير و ليلى و سناء. و كان شيخنا أحمد يمضي القيلولة بزاوية سيدي الزرلي لحفظ القرآن و مراجعته صحبة أخيه محمد و كانت الزاوية فضاء يستقطب الطلبة من كامل الجمهورية حيث جعلت لهم كمبيت أما في العشية فيتوجهان إلى المسجد لحضور دروس الفقه و أصول الدين و اللغة تحت إشراف نخبة من المشائخ الأجلاء من بينهم فضيلة الشيخ عبد القادر القزاح وسماحة الشيخ بللونة و ما هي إلا بضع سنين حتّى حفظا القرآن الكريم كله حفظا جيدا و عملا بالحديث النبوي الشريف ًخيركم من تعلم القرآن و علمه ً أصبح شيخنا أحمد مؤدبا حيث اجتاز امتحانا فكان من الناجحين ففتح محلا متواضعا و أصبح يعلم الصبية كلام الله و انتدب إمام يؤم المصلين و قد أمّ الناس بمساجد ثلاث مسجد فتح الله ومسجد سكبونة ثم الجامع الأوسط وبقي في هذه المهمة النبيلة أربعة و ستّين سنة و قد تربت على يديه أجيال من حفظة القرآن الكريم ثم وقع إعفائه من الإمامة و من التدريس عندما أصبح عاجزا و لكنه حافظ على القيام بما يسمى الملة القرآنية التي تقام بدار القرآن بمساكن رغم مرضه و عجزه و أيامه الأخيرة بقي في بيته ينعم بالراحة و السكينة و لا تراه إلّا جالسا في مجلسه إمّا يقرأ القرآن أو يذكر الله و اشتد به المرض فأحاط به أفراد الأسرة و وجد عناية كبيرة من ابنيه المنصف و محمد كمال خاصة حيث كانا دائما في رعايته طبياو يوم السبت 06/ 02 / 2010 تناول غذاءه بشهية و لما فرغ طلب من أبنائه إيصاله إلى بيته فقالوا له: <<أنت في بيتك فقال: أريد أن أعود إلى بيتي لأرتاح قليلا إني أشعر بالتعب و بقي يردد هذا الطلب عديد المرات و يوم مماته 07 / 02/ 2010 جلس حذوه أحد الأبناء يرتل آيات بيانات من سورة مريم فأصلح له خطأ ارتكبه و كان هو أيضا يرتل فسأله أحدهم :ماذا تقرأ يا أبي ؟ فأجاب بصعوبة:لشعراء و عندما حل وقت صلاة الظهر أدى الصلاة حيث يحرك لسانه قليلا و قبل حلول العصر بنصف ساعة و كان ابنه المنصف يتتبع دقات قلبه بآلة التسجيل توقف القلب و سكن فكبرنا و قلنا جميعا: إن لله و إن إليه راجعون و هكذا التحق شيخنا بالرفيق الأعلى و يوم الاثنين 08 / 02 / 2010 دفن بمقبرة سيدي عبار تحت أنظار جموع غفيرة من أقاربه و تلاميذه و أحبائه. رحمه الله و أسكنه فراديس جنانه مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا و الحمد لله رب العالمين و إنا لله و إنا إليه راجعون و صلى الله عليه و سلم.

Commentaires